((بسم الله الرحمن الرحيم))
تفتقت عبقرية امرؤ القيس عن نظم الشعر وهو فتى صغير جداً وعبثاً حاول أبوه أن يمنعه من ذلك بحجة أن أبناء الملوك لا يليق بهم أن تدور ألسنتهم دوران ألسنة العامة من الناس الذين منهم الشعراء ولكن امرؤ القيس لم يأبه بكلام أبيه فمضى ينظم الشعر ويذيعه .
العناية بشعره وجمعه :
خصصت كتب التراث جانباً لا يستهان به للعناية بشعر امرؤ القيس وجمعه وشرحه والتعليق عليه لاسيما معلقته المشهورة التي تعتبر واسطة عقد المعلقات الجاهلية ، ولقد جمع شعر امرؤ القيس وضمنته دواوين ظلت مخطوطة طويلاً وكان أول من جمع شعره هو أبو سعيد السكري ثم أبو العباس الأحول ومن أبرز العلماء الذين جمعوا شعر امرؤ القيس وشرحوه أبو بكر البطليوسي والأعلم الشنتمري .
المعلقــة
تضمنت معلقة امرؤ القيس معظم دواوين شعره فهي واحدة من أشهر المعلقات الجاهلية نالت من الحظوة والمكانة والعناية والسيرورة وذيوع الصيت ما لم تنله معلقة أخرى وربما لمطلعها الذي وقف فيه الشاعر واستوقف وبكى واستبكى وربما لما تضمنته من المعاني والصور والمشاهد الحية التي تأسر اللب وتثير أرق المشاعر والأحاسيس والمطلع هو التالي :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ،،،،،،، بسقط اللوى بين الدخول فحومل
تتألف معلقة امرؤ القيس من ثمانين بيت ونيف وهي تبدأ بالوقوف على الطلل وبكاء الأحبة من (1 ـ 8 ) يلي هذه الأبيات قسم ثان يؤلف معظم أبيات المعلقة وفيه يتحدث الشاعر عن مغامراته وذكرياته وبخاصة تلك المتعلقة بيوم دارة جلجل أما الأقسام الأخرى فهي عبارة عن مقاطع صغيرة تحدث فيها الشاعر عن الليل والوادي والصيد ويختمها بوصفه البرق والسيل .
الاستشهاد بألفاظه : ظل امرؤ القيس إلى عصور طويلة مرجع في اللغة يستشهدون بألفاظه للدلالة على المعاني وخاصة الغامض منها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الشاعر الذي كان مثالاً يحتذا في الشاعريه والبراعة في استخدام التشابيه والاستعارات واستخدام الألفاظ ووضعها في موضعها المناسب لجهة الدلالة على المعنى والإصابة في المدلول .
مكانته الشعرية : إمتاز شعر امرؤ القيس بشدة الأسر ورقة اللفظ وجزالة التعبير وعذوبة الأسلوب وبالنذعة القصصية وبالحوار الذي غلب على مغامراته وبالمعاني التي قلده فيها الآخرون فكان رائد الشعر والمبتكر لجمال استعاراته وتشبيهاته وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها )) .
كما أن امرؤ القيس له مكانة عالية عند الشعراء حيث اعترف له الفرزدق بالزعامة والشاعرية ، وقد سُئل لبيد الشاعر المشهور عن امرؤ القيس فقال عنه أنه أشعر الناس . أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه لما سأل أحدهم عن أجود العرب قيل له حاتم الطائي قال فمن شاعرها قال امرؤ القيس.